الأربعاء، 29 يناير 2014

Frame Analysis Theory (نظرية التأطير الإعلامي)



تحليل الإطارالإعلامي:
Frame Analysis Theory
(نظرية التأطير الإعلامي)  l     
ملخص النظرية:
نظرية تحليل الاطار الاعلامي هي نظرية تدرس ظروف تأثير الرسالة.
تقوم هذه النظرية على أساس أن أحداث ومضامين وسائل الاعلام لا يكون لها مغزى في حد ذاتها ’الا اذا وضعت في تنظيم وسياق وأطر اعلامية هذه الأطر تنظم الألفاظ والنصوص والمعاني وتستخدم الخبرات والقيم الاجتماعية السائدة
تأطير الرسالة الاعلامية يوفر القدرة على قياس محتوى الرسالة ويفسر دورها في التأثير على الآراء و الاتجاهات
يعني عندما يقع حادث معين فالحدث قد لا تكون له دلالة كبرى عند الناس ولكن وسائل الاعلام تصفه في اطار اعلامي من حيث اللغة والصياغة والتركيز على عنصر معين حتى يصبح هاما في قلب الاطار الاجتماعي كله
على سبيل المثال: تفسير الحدث في سياق نزيف الدم المستمر لأرواح الشباب استهتار السائق أو القيادة بدون رخص أو في حالة تعاطيه المخدر فوضى الشارع، إهمال رجال الشرطة!
وهكذا يستخدم الاعلام جزء من المضمون لوضعه في أنساق اجتماعية عامة وهامة ليحدد ويضخم الحدث ثم يبسطه ويضع له الحل.
ويعرف جوفمان الاطار الاعلامي بأنه: بناء محدد للتوقعات التي تستخدمها وسائل الاعلام لتجعل  الناس أكثر ادراكا للمواقف الاجتماعية في وقت ما، فهي اذن عملية هادفة من القائم بالاتصال عندما يعيد تنظيم الرسالة حتى تصب في خانة ادراكات الناس ومؤثراتهم الإقناعية.
والاطار الاعلامي يحاول أن يشابه ويماثل بين ما يدركه الناس في حياتهم اليومية وبين بناء الرسالة وتشكيلها كما تفعل الوسيلة الاعلامية بمعنى أن الوسيلة الاعلامية لا تهدف الى التغيير أو بناء قيم جديدة ولكنها تهدف أكثر الى الاستفادة من الفهم العام الموجود
وكما يرى إنتمان المنظر الأبرز لهذه النظرية أن تأثير الأطر الاعلامية على الرسالة لا يتم عبر تشكيل الاطار بشكل متعمد فقط بل يتحقق بالحذف والتجاهل والإغفال المقصود وربما غير المقصود من القائم بالاتصال أي أن عملية التأطير تؤثر في: القائم بالاتصال- نص الرسالة- جماهير المتلقين- الاطار الثقافي والاجتماعي
اولا - أنواع الأطر الإعلامية
قدم العلماء عدة أنواع للأطر الاعلامية المرتبطة غالبا بتغطية وسائل الاعلام للأخبار من ذلك:
1- الاطار المحدد بقضية: حيث يتم التركيز على قضية أو حدث جوانبه واضحة عند الجمهور لأنه حدث مرتبط بوقائع ملموسة عندئذ يركز الاطار على المدخل الشخصي أو تقديم عناصر الحدث وتداعياته(مثل أنفلونزا الطيور الحدث انتشار مظاهر الاصابة نصائح اجراءات سلوكية وطبية أدوار وقرارات المسئولين قصص اخبارية عن الاصابات أو صناعة سلعة ما التي تضررت، البدائل المتاحة عند الحكومة و الشعب)
2- الاطار العام: يرى الاحداث في سياق عام مجرد يقدم تفسيرات عامة للوقائع يربطها بالمعايير الثقافية والسياسية وقد تكون ثقيلة على نفسية المتلقي من الناحية المهنية الا أنها هامة لفهم المشكلات وتقديم الحلول والاقناع على المدى البعيد (فحادث انتحار الرجل الذي عجز عن دفع رسوم الجامعة لأولاده يعالج في اطار: البطالة أو الفقر الذي يهدد المجتمع ’غياب التضامن الاجتماعي ’مجانية التعليم التي ذهبت مع الريح’ هل يدفع الآباء حياتهم ثمنا لأولادهم وهكذا)
3- إطار الاستراتيجية: يرى الاحداث في سياقها الاستراتيجي المؤثر على أمن الدولة القومي’ يتلاءم هذا الاطار مع الاحداث السياسية والعسكرية ويركز على قيم مثل:                                                                                     
- مبدأ الفوز والخسارة والتقدم والتأخر والنهضة أو الانهيار
- لغة الحروب والصراعات والتنافس الوطني والدولي
- مبدأ النفوذ والقوة ومصادره وأشخاصه ومظاهره
- تقديم الانجازات الضخمة أو الاخفاقات والانتقادات الكبرى
4- إطار الاهتمامات الانسانية: يرى الأحداث في سياق تأثيراتها الانسانية و العاطفية العامة’ تصاغ الرسائل في قوالب وقصص درامية ذات نزعة عاطفية مؤثرة(الاستشهادية التي فجرت نفسها في جيش الاحتلال الصهيوني يتم تأطيرها في سياق انساني يدور حول: قصة قرار الاستشهاد لحظة وداعها لأمها, اللحظات الأخيرة في وداعها لخطيبها ’ الفتاة التي صارت نموذجا لأطفال العرب وهكذا)
5- اطار النتائج الاقتصادية: يضع هذا الاطار الوقائع في سياق النتائج الاقتصادية التي نتجت عن الأحداث’ يشير للتأثير المتوقع أو القائم على الأفراد والدول والمؤسسات القائمون بالاتصال يستخدمون الناتج المادي لجعل الرسالة الإعلامية أكثر فاعلية على الناس وأكثر ارتباطا بمصالحهم(بيع إحدى شركات القطاع العام تتأطر في: علاج الخسائر المادية الحالية، تشغيل رأس المال الفردي، إيجاد فرص عمل جديدة للشباب وهكذا)
6-اطار المسئولية : يضع القائم بالاتصال الرسالة للإجابة عن السؤال "من المسئول عن؟" الأفراد والمؤسسات والدولة معنيون بمعرفة المسئول عن الحدث وتحديده في شخص أو مؤسسة أو قانون أو سلوك أو حكومة محددة.
7- اطار الصراع: تقدم الأحداث في اطار تنافسي صراعي حاد، قد تتجاهل الرسائل الإعلامية عناصر هامة في سبيل إبراز سياق الصراع, تبرز الفساد وعدم الثقة في المسئولين, ترى الأشخاص قبل أن ترى الأحداث وترصد المصالح قبل أن ترصد الأهداف وتقيس الرسالة غالبا بمقياس الخاسر والرابح والمنتصر والمهزوم وهو بعد يبالغ الصحفيون والمذيعون كثيرا في جعله إطارا للأحداث (اعتذار أحد مرشحي الحزب عن خوض الانتخابات  قد يؤطر في سياق: صراع خطير داخل الحزب, تنافس بين الحرس القديم والجديد, التيار الإصلاحي يهزم القدامى)
8-اطار المبادئ الأخلاقية: عرض الوقائع في السياق الأخلاقي والقيمي للمجتمع, يخاطب المعتقدات والمبادئ الراسخة عند المتلقي, القائم بالاتصال يرد الحدث ردا مباشرا لوعاء المجتمع الأخلاقي, قد يستشهد بالاقتباسات والأدلة الدينية التي تدعم سوقه للوقائع أو بالمصادر والجماعات المرجعية التي تؤكد هذا الاطار .
ثانيا- خطوات تكوين الإطار:
تتم عملية التأطير الإعلامي للمضمون من خلال أربع خطوات رئيسية:
*يصدر القائمون بالاتصال أحكاما واعية أو غير واعية وبطريقة معتمدة أو غير معتمدة على الرسالة من خلال البناءات المعرفية والإدراكية للإعلاميين
*تتشكل الرسالة في أطر مهنية من ناحية الشكل أو المضمون ,في عبارات ومفاهيم واقتباسات المصدر هنا له أطره المتحكمة ليس في ذاته بل في الرسالة فوجود أو عدم وجود صور للحدث, مساحة النشر والإذاعة, يسر أو عدم يسر الحصول على المعلومة والجزاء الناتج عن العمل كل هذا وغيره يؤثر في خطوات بناء الاطار
*يتوقع المرسل أطرا خاصة للمتلقي فترشده وتؤثر في عملية التأطير الحالية والمتوقعة
*الرسالة المؤطرة تمثل المخزون المشترك لكل خطوات وضع الاطار, هي في الغالب التمثيل المشترك للإطار الاجتماعي العام.
إذن فالإطار الإعلامي ليس الوسيلة الإعلامية (التليفزيون مثلا) بل هو وليد السياسات والممارسات الإعلامية الموجودة وثقافة القائم بالاتصال ونوع ومصادر الأخبار والاتجاهات الأيديولوجية والثقافية الشائعة ودرجة الحرية السياسية الحاكمة وطبيعة الأحداث وحجمها وارتباطها بالجماهير
ثالثاً: وظائف الأطر وأهميتها:
تبرز أهمية الأطر الإعلامية وأهميتها في التالي:
1- كَشَفَ اهتمام الباحثين بدراسة إنتاج الأخبار والخطاب الإخباري عن أنَّ الصحفيين يعتمدون على التأطير في إنتاج القصص الخبرية، ووفقاً لأولئك الباحثين فإنَّ الصحفيين يحاولون كتابة تقارير إخبارية موضوعية، وتنظيم المادة الإخبارية بطريقة فاعلة، ويميلون إلى المشاركة في عملية التأطير من خلال البناء والتركيب، وإبرازِ جوانب معينة من الواقع، وعزل جوانب أخرى، ويُسَلِّم الباحثون الذين يستخدمون تحليل الإطار بأنَّ علاقاتِ القوة غالباً ما تنعكس في تلك الأطر المتبناة، وتفترض بعض بحوث التأطير أنَّ الإطارَ يمكن أنْ يُسيطرَ على التغطية لفترات طويلة من الوقت .
2- تُعرِّف الأطر المشكلات، وتشخِّصُ الأسباب، وتحدِّد قوتها التي تخلق المشكلة، وتضع الأحكام أو التقييمات الأخلاقية، وتقيِّم العوامل غير المقصودة وتأثيرها، وتقترح المعالجات وتسوغها، كما تتنبأ بتأثيراتها المختلفة، ويرى Entman أنَّ الإطارَ في أي نص محدد قد لا يتضمن بالضرورة الوظائف السابقة جميعها، واتساقاً مع الوظائف السابقة كشفت دراسة Gamson (1992) عن أنَّ إطار الحرب الباردة هيْمن على الأخبار الخارجية في الصحافة الأمريكية، مركزاً على أحداث خارجية معينة مثل: الحروب الأهلية، ومقدِّماً أحكاماً أخلاقية، وموصياً بحلول معينة، أي أن الإطار هنا حقق وظائف الإطار السابقة.
3- يحدد الإطار مدى ملاحظة وفهم الأفراد للمشكلة، وكيفية تقييمهم لها وتصرفهم إزاءها، واتفق Scheufele مع ذلك حيث ذَكَرَ أنَّ تأطير الأحداث والأخبار في وسائل الإعلام يمكن أنْ يؤثرَ بشكلٍ منظَّم في كيفية فهم المتلقين للأخبار المتعلقة بهذه الأحداث، كما أنَّ تركيزَ الإطار على إبراز معلوماتٍ معينة يزيد من إمكانية إدراك المتلقي لها، وإدراك معناها ومن ثمَّ معالجتها وتخزينها في ذاكرته، إلا أنَّ Entman رأى أنَّ تأطير النص لا يضمن تأثيره في تفكير المتلقين.
4- أوضحت أدبيات التأطير تأثيراتِه القوية في الإدراك الاجتماعي والتفضيلات السياسية للأفراد، ونَبَع هذا الأمر من خلال دراسة التقارير الصحفية والتليفزيونية، واختيار الأطر مهم في تحديد مدى قارئية الموضوعات الصحفية.
5- تؤكد نظرية الإطار على أنَّ تأطيرَ الأخبار يتوسط الطريقة التي يستخدم فيها الناس المعرفة الاجتماعية والخبرات السابقة، ولهذا فإن الافتراض الأساسي في نموذج Rhee يتمثل في: أنَّ تركيب الرسالة في النصوص الإخبارية يُقيّد الطريقة التي يستخدم بها الأفراد معرفتهم في تفسيرها، وتوصلت دراسة الباحث إلى أنَّ الأطرَ الإخبارية تساعد الأفراد في بناء نماذج خطاب معينة Corresponding Discourse Models من خلال تزويدهم بمجموعات من المفاهيم المستخدمة في عملية تفسير الحدث أو القضية.
وعلى الصعيد نفسه يؤسسُ الإطار لسبيلٍ مترابط بين القضية المستهدفة ومجموعة المفاهيم المحددة من خلال تنشيط أو اقتراح بعض الأفكار على حساب الأخرى.
6- لا يتطور التأطير الصحفي للقضايا والأحداث من فراغ، بل يتشكل من خلال التأثر بعوامل اجتماعية متعددة متضمنة العوامل السياسية، ودور المنظمات والحركات الاجتماعية.
7- تؤثر الأطر في الاتجاهات من خلال التركيز على قيم وحقائق معينة واعتبارات أخرى، وتمنحها صلة أكبر بالموضوع أو القضية، كما أنَّ وسائل الإعلام تبني أطراً متعددة لتغطية أحداث مختلفة، ويتأثر ذلك باتجاهات المحررين وتأثير القِيَم في الأسلوب الذي يكتبون به.
8- تقوم الأطر بأدوارٍ استراتيجية في المؤسسات والحركات الاجتماعية، وتؤثر في السلوك، وتجذب الأعضاء والمصادر، كما تساعد في ربط الفرد بالجماعة، وقيمها وأيديولوجيتها، وهو الأمر الذي يتوافق مع أنَّ الإطار له قوة اجتماعية.
وتَستخدمُ المؤسسات والحركات الاجتماعية الأطرَ في محاولة التأثير في إدراك مبادئ ومعتقدات وأفعال المجموعات المستهدَفة على اختلافها، وجزءٌ من هذه القوة يأتي من خلال قدرة وسائل الإعلام على تحديد الإطار دون معرفة الجمهور به، إلا أنَّ تعدد الأطر قد يشوب القوة الكامنة في تأثير أي إطار في التغطية الإعلامية أو إخضاع الرأي العام.
رابعاً: عناصر الإطار الإعلامي:
يعتبر Entman أنَّ العناصرَ الأربعة في العملية الاتصالية هي: القائم بالاتصال (الصحفي) Communicator،  والنص Text، والمتلقي Receiver، والثقافة Culture.   
1- القائم بالاتصال (الصحفي): قد يُقدِّم -عن عَمدٍ أو غير عَمد- أحكامًا من خلال أطر تَحْكُمها تسمى Schemata تنظِّم قيمَه ومعتقداته، ويمارس دورًا هامًا في بناء وتشكيل الأخبار من حيث الاختيارات اللغوية، والاقتباسات، والمعلومات التي تقود للتأكيد على عناصر أو جوانب معينة في القصة الخبرية، ويؤطّر الصحفيون القصص الخبرية من خلال اختياراتهم التي يقومون بها أثناء كتابتهم وتحريرهم لتلك القصص، وهذه الاختيارات تؤثر بدورها في الطريقة التي يفسّر القراء القصص من خلالها.
ويرسم الصحفيون أنماطًا أو أطرًا تصب معرفيًا في المناقشات العامة، وتؤثر في مستوى معلومات الأفراد، وهذا يتم من خلال الاختيار الانتقائي لتغطية جانب أو الجانبين كليهما لحدث أو قضية ما، مع وضع تفسير مبسطٍ للأحداث والقصص، أو من خلال تغطيةٍ أكبرَ لقضيةٍ واحدة على حساب الأخرى، وهم محكومون بدورهم بالأطر التي تنظِّم أنساقهم المعرفية والضغوط المهنية التي يعملون في ظلها مثل: ضغوط السيطرة والملكية والتمويل، والتي تحدد السياسة التحريرية، بالإضافة إلى ضغوط المساحة وسرعة العمل الإعلامي، والمشكلة التي تحدث في عمل التحرير اليومي تتعلق بعملية الإدراك الانتقائي التي تقود إلى أطرٍ بديلة تصطبغ بالأيديولوجية عن وعي أو عدم وعي بذلك.
وتؤثر المصادر الإخبارية في الكتابة الصحفية، حيث يَعتمد الصحفيون عليها في الموضوعات القصصية، ومضمونها، كما أنَّ اختيار المصدر قد يعكس الأحكام الفردية أو العوامل المؤسسية والتنظيمية.
ويتعلق بما سبق ما توصل إليه Chyi&McCombs من أنَّ الصحفيين ومصادرهم يعززون إبراز القضية في الأجندة الإعلامية من خلال تغيير الإطار، وأنَّ المغزى المحتمل المرتبط بطبيعة الحدث الإخباري يجعلُ التأطيرَ ممكنًا على مستويات متعددة، كما أنَّ الاختلاف في التغطية ينتج عن اختلاف القيم الشخصية والمهنية للصحفيين الذي يعملون في غُرَف الأخبار.
2- النص: يتضمن الأطر التي تبرز من خلال حضور أو غياب كلمات أساسية، وتراكيب معينة، وصور نمطية، ومصادر المعلومات، والجمل التي تتضمن حقائقَ وأحكامًا معينة.
3- المتلقي: حيث قد يعكس تفكير المتلقي واستنتاجه الأطر في النص، ونية أو قصد التأطير لدى القائم بالاتصال، وقد لا يعكس.
4- الثقافة: وهي "مجموعة من الأطر المشتركة المقدَّمة في خطاب الأفراد أو تفكيرهم في جماعة اجتماعية معينة"، وهي كما عرَّفها Entman "مجموعة من الأطر التي يتم الاستشهاد بها"، ومن الممكن أن تعرَّف إمبريقياً بأنَّها "مجموعة من الأطر الشائعة التي تظهر في خطاب وتفكير معظم الناس، أو جماعة اجتماعية معينة"، ويذكر الأخير أنَّ التأطيرَ في العناصر أو المواقع الأربعة يتضمن وظائف متشابهة هي: الاختيار والإبراز، واستخدام تلك العناصر لبناء الجدل حول المشكلات ومسبباتها، انتهاءً بتقييمها وتقديم حلولٍ لها .
وبصفةٍ عامة تُعتبر وسائل الإعلام مشاركًا نشطًا في اختيار وتأطير العالم، حيث تَنقلُ ذلك الاختيار من خلال ممارساتٍ ثقافية، وتُمثِّل شبكاتٍ اتصالية لتطور الخطاب، مؤديةً ذلك بطرق تُبنى على أساس عمليات نفسية لغوية  Psycholinguistic Processes مهمة في المعرفة الإنسانية .
وتخلق الضغوط الخارجية التي تتعرض لها هذه الوسائل الحاجة إلى تسوية الاختلافات -ليس فقط على مستوى المهنيين في غرف الأخبار-، ولكن أيضاً على مستوى ثقافة غرف الأخبار، وقد تتمثل الضغوط الخارجية في "المالكين الذي ينطلق حافزهم من الاعتبارات السياسية والاقتصادية".

خامساً: العوامل المؤثرة في الإطار الإعلامي:
هناك خمسة عوامل داخلية وخارجية تؤثر في كيفية تأطير الصحفيين لموضوع معين وهي :
1- العادات والتقاليد الاجتماعية.
2- القيود والضغوطات المؤسسية أو التنظيمية.
3- جماعات الضغط والمصالح.
4- القيود الصحفية الروتينية.
5- الاتجاهات الأيديولوجية والسياسية للصحفيين.
ووفقاً لنموذج Gans (1979)، ودراسة Shoemaker&Reese (1996) هناك على الأقل ثلاثة مصادر للتأثير في الإطار الإعلامي تتمثل في:
- المصدر الأول: التأثيرات التي مصدرها الصحفي: حيث أنَّ تشكيل الأطر تتوسطه متغيرات مثل: الأيديولوجية، والاتجاهات، وتعكس الطريقة التي يؤطر بها الصحفيون التغطية الإعلامية.
- المصدر الثاني للتأثير: اختيار الأطر كنتيجة لعوامل مثل: نوع الاتجاه السياسي للوسيلة، والقيود المؤسسية أو التنظيمية.
- المصدر الثالث للتأثير: العوامل الخارجية المتمثلة في العوامل السياسية مثل: السلطة، وجماعات المصالح، والنخب الأخرى، و"السياق الاقتصادي بما فيه من ضغوط عناصر الملكية والتمويل والإعلان، بالإضافة إلى الأنماط والقيم الاجتماعية والثقافية الموجودة في المجتمع".
سادساً: أدوات وآليات الإطار الإعلامي:
1- يقصد بآليات الإطار Frame Mechanisms الموقع الذي تحتله القصة الخبرية في الصحيفة، وكذلك وجود رموز أو إشارات تشير إلى أهمية القصة الخبرية، واستخدام العناصر الشكلية المرافقة مثل: الصور والرسوم البيانية، العناوين الفرعية وأخيرًا حجم الخبر، أي احتوى التعريف السابق على آليات للتأطير هي:
أ- موقع الخبر أو القصة الخبرية.
ب- الرموز والإشارات.
ج- الصور والرسوم البيانية.
د- العناوين الفرعية.
هـ- حجم الخبر.
2- ووفقاً ل Entman (1991) فإنَّ أطر وسائل الإعلام غالباً ما تتضمن:
أ- الكلمات الرئيسية Keywords.
ب- المجاز أو الاستعارة Metaphors. ( الأحكام )
ج- المفاهيم Concepts.
د- الرموز Symbols.
هـ- الصور البصرية (المرئية) Visual Images.
3- وأشار Entman (1993) إلى الانتقاء والبروز Selection&Salience كأدواتٍ للتأطير، حيث أنَّ التأطير يتضمن بالضرورة الاختيار والإبراز، وذلك لتعزيزِ مشكلةٍ معينة، أو تفسيرٍ متفق عليه، أو تقييمٍ أخلاقي، أو معالجةٍ للموضوع، وفي السياق نفسه فإنَّ استبعاد واستثناء معلوماتٍ أو جوانب معينة من الموضوع يعتبر من أدوات الإطار.
4- قام Pan&Kosicki باقتراح أدوات عدة لصنع الإطار وبنائه وهي:
أ- البناء التركيبي للقصة الخبرية.
ب- الأفكار الرئيسية المتضمنة في سياق القصة الخبرية.
ج- البناء الموضوعي للنص.
د- الاستنتاجات الضمنية.
5- وتعتبر العناصر النصية مثل: الكلمات والصور من أدوات الإطار.
6- ومن آليات الإطار:
أ- آلية بناء السياقات Contextualization.
ب- شخصنة المواقف والأحداث Personalization.
ج- إضفاء الطابع الدرامي على المواقف والأحداث Dramatization.
د- تجزئة المواقف والأحداث Fregmentation.
هـ- تنميط المواقف والأحداث Normalization.
و- التجريد من الإنسانية Dehumanization.
ز- التحويل إلى شيطان Demonizatin.
ح- المساواة Equalization.
ط- الاستئصال والتطهير Sanitization.
7- ومن آليات التأطير كذلك:
-العناوين الرئيسية والترويسات.
- العناوين الفرعية.
- الصور الفوتوغرافية.
- تعليقات الصور الفوتوغرافية.
- المقدمات الاستهلالية.
- الاختيار الخاص بالمصادر.
- الاختيار الخاص بالاقتباسات.
-الاقتباسات المؤكدة.
- السمات الطباعية للنص مثل: الرموز والأشكال التخطيطية المستخدمة عادة في تمييز نصوص معينة.
- البيانات الإحصائية أو الرسوم البيانية والأشكال التخطيطية.
-العبارات الخاتمة أو الفقرات التلخيصية للنص الخبري.
8- ومن آليات الإطار:
- نغمة (نبرة) التغطية Tone of Coverage.
- إعادة التأطير Reframing.
- آليات خاصة بالعناصر الشكلية في النصوص الصحفية مثل: الصور، وموقع التغطية الصحفية، وحجمها، والمساحة، وكلمات التدعيم والتكرار.
- آليات اعتمدت على توظيف خصائص التحرير الصحفي مثل: البناء الفني، ونوع الشكل التحريري.
- القضايا الفرعية التي يتضمنها النص الإخباري.
ويلاحظ مما سبق التداخل والخلط بين الباحثين في تحديد أدوات وآليات الإطار الإعلامي، ولعل ذلك يرجع إلى الاختلاف الموجود أصلاً فيما بينهم في تعريف الإطار وتحديد ماهيته، وهو الأمر الذي ينبري على محددات أخرى للإطار، وعملية التأطير الإعلامي.
سابعا- معالم القوة والضعف في نظرية تحليل الإطار الإعلامي:
1- معالم القوة في نظرية تحليل الإطار الإعلامي:
أ- وفقاً لـ Baran&Davis تتجلى معالم القوة في النظرية من خلال:
- تركيزها على الأفراد في عملية الاتصال الجماهيري.
- رغم تركيزها على مجتمع واحد في الدراسة فهي من الدراسات ال Micro، إلا أنَّها أسهل وأقدر على الوصول إلى موضوعات أو قضايا التأثيرات على المستوى ال Macro أي الأوسع والأشمل.
- مرونتها الشديدة "حيث يمكن تطبيقها في مجالات عدة سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية".
- تناسقها مع النتائج الحالية لدراسات علم النفس المعرفي.
ب- يعتبر مفهوم تحليل الإطار من أبرز المفاهيم الحديثة التي تفسر دور وسائل الإعلام في تشكيل معارف الجمهور واتجاهاته نحو القضايا المختلفة، وبذلك يمكن دراسة الاتجاهات والمعارف من خلال تلك النظرية.
ج- تتمثل نقاط القوة في النظرية فيما يلي:
- إمكاناتها في اقتحام مجال رصد وقياس التأثيرات السلوكية للتأطير الإعلامي في الجمهور.
- ثراء وخصوبة التطبيقات البحثية لها بالتوازي مع محاور عملية الاتصال الجماهيري متمثلة في القائم بالاتصال، والرسالة الإعلامية، والجمهور، والسياق الثقافي، ورجع الصدى.
- مرونتها حيث يمكن جمعها بأطر إعلامية أخرى، أو اعتماد مدخل نظري تكاملي من جهة، وصلاحيتها للتطبيق في فروع العلوم الإعلامية على اختلافها مثل: التحرير، والإعلام الدولي، والإعلان، والعلاقات العامة، ودراسات الصورة من جهة أخرى.
- يمكن تطبيقها في أنواع مختلفة من الدراسات مثل: الدراسات التاريخية والآنية.
- يمكن لتطبيقاتها البحثية الاستعانة بأي كمٍ أو نوع من المناهج والأساليب والأدوات في جمع وتحليل وتفسير البيانات المختلفة.
د- تقدم النظرية فوائد لدراسات الرأي العام، والسلوك الانتخابي، والدراسات المعرفية والثقافية ودراسات علم الاجتماع.
2- معالم الضعف في نظرية تحليل الإطار الإعلامي:
أ- يرى كل من Baran&Davis أن نقاط الضعف في النظرية تتجلى فيما يلي:
- مرونتها تجعلها تفتقر إلى التحديد.
- ليست لديها القدرة على تحديد مدى وجود أو غياب التأثيرات.
- تَحُول دون التفسيرات السببية بسبب اعتمادها الأكبر على المناهج الكيفية.
- تنتقص من قيمة قدرات الأفراد حيث تفترض أنَّ الأفراد يرتكبون أخطاء كثيرة في التأطير.
ب- يؤخذ على النظرية عدم وجود نموذج فكري مشترك متفق عليه من قبل الباحثين في دراسة النظرية، نظراً للجدل القائم حول مفهوم الإطار وطرق قياسه.
ج- هناك عدد من الاتجاهات في بحوث التأطير تجاهلت العلاقة بين أطر وسائل الإعلام والعوامل المتعلقة بالسلطة السياسية والاجتماعية، وهذا الإغفال ناجمٌ عن عوامل عدة تتضمن مشكلة تعريف الأطر، والفشل في دراسة سياقات التأطير من سياقات اجتماعية وسياسية أوسع، والتقليل من شأن التأطير كشكل للتأثيرات الإعلامية.
د- غزارة وتنوع العناصر ومصادر المؤثرات في عملية بناء الأطر، وآليات التأثير والفهم والإدراك للمتلقين، وصعوبة حصرها، وضبطها وتفسيرها، يطرح الكثير من التساؤلات حول مدى قابلية نتائج دراسات النظرية للتعميم.
هـ- عدم وجود تحديد دقيق للحدود الفاصلة بين أنواع الأطر المختلفة مما يجعلها مسألة تخضع لانطباعات الباحثين.
ر- الإطار يبقى قائماً بتأثير عوامل مختلفة.
المرجع: 

Milsite.iugaza.edu.psle                      r

هناك 15 تعليقًا:

  1. الردود
    1. لا شكر على واجب ...المادة العلمية لاحد الزملاء من جامعة غزة نشرناه لفائدة الطلبة بجامعة قسنطينةويسرنا ان تعم الفائدة

      حذف
    2. مساء الخير.. هل يمكن الإفادة باسم الباحث من غزة.. لحاجة إدراج بياناته في رسالة الدكتوراه التي أعمل عليها شكرا

      حذف
  2. شكرا ..بارك الله في صاحب الموضوع نحن نشرنامع تعديل بسيط فقط لتعم الفائدة

    ردحذف
  3. بارك الله فيكم موضوع قيم ومفيد

    ردحذف
  4. السلام عليكم بما أن اسم الكاتب غير معروف يمكنكم توثيق البحث كالاتي: دون مؤلف:" تحليل الاطار الاعلامي" محاضرات منشورة على موقع الجامعة الاسلامية بغزة، site.iugaza.edu.ps ، تاريخ الزيارة ....

    ردحذف
    الردود
    1. استاذة جزاكي الله احتاج موضوع ينطبق على النظرية بمعنى انو هي اطارو النظري و شكرا

      حذف
  5. لو سمحتو عايز فروض نظريه الاطر الاعلامية

    ردحذف
  6. كل الشكر موضوع جداً مفيد ومرتب بشكل سهل وضوح النظرية بسلاسة

    ردحذف